INP: مقياس جديد لتجربة المستخدم
في أوائل عام 2024، قامت جوجل بتحديث مقاييس Core Web Vitals، وهي مجموعة من المقاييس التي تستخدمها جوجل لتقييم أداء تجربة المستخدم على مواقع الويب.أحد أهم التغييرات في هذا التحديث هو استبدال مقياس FID (First Input Delay) بمقياس جديد يسمى INP (Interaction to Next Paint).
ما هو INP؟
INP هو اختصار لـ “Interaction to Next Paint”، ويعني “التفاعل مع عرض الصفحة التالي”. يقيس هذا المقياس المدة التي يستغرقها الموقع للاستجابة لتفاعلات المستخدم، مثل النقر على الروابط أو الأزرار، وعرض التغييرات المرئية الناتجة عن هذه التفاعلات
لماذا تم استبدال FID بـ INP؟
على الرغم من أن FID كان مقياسًا مفيدًا، إلا أنه كان يقيس فقط التأخير في الاستجابة لأول تفاعل للمستخدم مع الصفحة. هذا يعني أنه لم يكن يعكس بدقة مدى استجابة الموقع للتفاعلات اللاحقة.
بالمقابل، يقيس INP استجابة الموقع لمجموعة واسعة من تفاعلات المستخدم، مما يجعله مقياسًا أكثر دقة وشمولية لتجربة المستخدم.
اكتشف كيف يجعل INP تجربتك على الويب أكثر سلاسة
ببساطة، يقيس INP مدى سرعة استجابة موقعك الإلكتروني لتفاعلاتك. تخيل أنك تنقر على زر “إضافة إلى السلة” في متجر إلكتروني أو تكتب تعليقًا على منشور ما. كم من الوقت تستغرق رؤية نتيجة هذا التفاعل على الشاشة؟ هذا هو بالضبط ما يقيسه INP. كلما كان هذا الوقت أقل، كانت تجربتك كزائر أفضل وأكثر سلاسة. فكر في الأمر كأنك تضغط على مفتاح الإضاءة: كلما استغرق المصباح وقتًا أطول للإضاءة، كلما شعرت بالإحباط. يعتبر أي وقت أقل من 200 مللي ثانية جيدًا، بينما يحتاج ما بين 200 و500 مللي ثانية إلى تحسين. أما أي وقت أطول من ذلك، فإنه يؤثر سلبًا على تجربة المستخدم وقد يدفعه إلى مغادرة الموقع
قيود مقياس INP: لماذا لا يكفي لقياس كل تفاعلات المستخدم؟
يركز مقياس INP بشكل أساسي على تفاعلات المستخدم المباشرة.فهو يقيس الزمن الذي يستغرقه ظهور التغيير المرئي على الشاشة بعد أن ينقر المستخدم على زر أو يضغط على مفتاح. بمعنى آخر، يركز INP على التفاعلات التي تتمثل في نقرات الماوس أو النقر على الشاشة أو الضغط على لوحة المفاتيح. ولكن، هناك جانب مهم يغفله INP، وهو تفاعلات التمرير. على سبيل المثال، عندما تقوم بتمرير صفحة طويلة، لا يتم احتساب هذا التفاعل ضمن قياسات INP إلا إذا كنت تستخدم لوحة المفاتيح للتمرير. نتيجة لذلك، يصبح من الصعب استخدام أدوات اختبار السرعة التقليدية لقياس INP بدقة، حيث إن هذه الأدوات غالبًا ما تركز على تقييم سرعة تحميل الصفحة بشكل عام وليس على استجابتها لتفاعلات المستخدم الدقيقة. لذلك، فإن فهم هذه القيود يساعد في تقييم نتائج INP بشكل أكثر دقة وتحديد الجوانب التي تتطلب تحسينًا إضافيًا
فهم TBT: مقياس لسرعة استجابة الصفحة للتفاعلات
إذا كان مقياس INP يواجه بعض القيود، فهل هناك بدائل؟ نعم، هناك مقياس آخر يُعرف باسم “إجمالي وقت الحظر” أو TBT. على عكس INP الذي يركز على تفاعلات المستخدم المحددة، يقيس TBT المدة التي تبقى فيها الصفحة غير قادرة على الاستجابة لأي تفاعل من المستخدم بسبب تحميل محتوى جديد. بمعنى آخر، إذا كانت الصفحة مشغولة بتحميل صور أو مقاطع فيديو كبيرة، فإن TBT يزداد. ولذلك، يمكن اعتبار TBT مؤشراً جيداً على أداء الصفحة بشكل عام وعلى مدى سلاسة تجربة المستخدم. أدوات مثل GTmetrix وPageSpeed Insights توفر قياسات دقيقة لـ TBT. إذا كانت قيمة TBT منخفضة أو قريبة من الصفر، فهذا يشير إلى أن الصفحة تستجيب بسرعة للتفاعلات، مما يجعلها مناسبة لـ INP أيضاً. ومع ذلك، يُنصح دائماً بالتحقق من تقارير Google Search Console للحصول على صورة أكثر شمولية لأداء الصفحة
قيود أدوات قياسINP: لماذا لاتعكس الصورةالكاملة؟
على الرغم من أهمية أدوات مثل GTmetrix و PageSpeed Insights في تقييم أداء المواقع، إلا أنها تواجه بعض التحديات عند قياس INP بدقة.هذه الأدوات تعتمد على عينات من التفاعلات وليس على جميع التفاعلات التي تحدث على الصفحة. بمعنى آخر، قد لا تقوم Google بجمع بيانات عن كل تفاعل فردي، وبالتالي قد لا تعكس النتيجة النهائية الصورة الكاملة لأداء صفحتك. لذلك، حتى لو كانت معظم تفاعلات المستخدم سريعة، فإن وجود تفاعل واحد بطيء قد يؤثر سلبًا على النتيجة الإجمالية. نتيجة لذلك، يصبح من الصعب تحديد المشكلة بدقة والعمل على حلها. لحسن الحظ، هناك العديد من الإصلاحات التي يمكن للمطورين تنفيذها لتحسين INP، مثل تحسين كفاءة الكود وتقليل استخدام الرسوم المتحركة المعقدة. يمكنك الرجوع إلى دراسات الحالة التي تقدمها Google للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الإصلاحات. باختصار، على الرغم من أن قياس INP قد يكون معقدًا، إلا أن فهم هذه القيود وتطبيق الحلول المناسبة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدم على موقعك
كيف يؤثر INP على SEO؟
- تجربة المستخدم هي الملك: Google تضع تجربة المستخدم في صميم خوارزمياتها. كلما كانت تجربة المستخدم أفضل، زادت احتمالية حصول الصفحة على ترتيب أعلى في نتائج البحث. INP، كجزء من تجربة المستخدم، يلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق.
- انخفاض معدل الارتداد:عندما تكون الصفحة سريعة الاستجابة للتفاعلات، يكون المستخدمون أكثر ميلًا للبقاء عليها واستكشافها. هذا يؤدي إلى انخفاض معدل الارتداد، وهو عامل إيجابي بالنسبة لمحركات البحث.
- زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدم في الصفحة:صفحات الويب ذات INP منخفضة تشجع المستخدمين على قضاء وقت أطول في تصفحها. هذا الإشارة الإيجابية تخبر محركات البحث أن المحتوى قيم ومفيد.
- تحسين معدل التحويل:عندما تكون تجربة المستخدم سلسة وسريعة، يزداد احتمال قيام المستخدمين بالتحويلات المطلوبة، سواء كانت شراء منتج، أو الاشتراك في قائمة بريدية، أو أي فعل آخر.
- إشارات مباشرة من Google: أشارت Google بشكل صريح إلى أن المقاييس الحيوية الأساسية للويب، بما في ذلك INP، تؤثر على تصنيفات البحث.
كيف تحسن INP لتعزيز SEO؟
- تحسين كفاءة JavaScript:تقليل حجم ملفات JavaScript وتأجيل تنفيذ الأكواد غير الضرورية.
- تحسين أداء العناصر المرئية:ضمان تحميل الصور والفيديوهات بسرعة وتجنب استخدام الرسوم المتحركة المعقدة.
- تقليل حجم DOM:حجم DOM الكبير يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء الصفحة.
- استخدام تقنيات التخزين المؤقت: تخزين الملفات الثابتة في ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح لتقليل وقت التحميل.
- تحسين خادم الويب:التأكد من أن خادم الويب قادر على التعامل مع عدد كبير من الطلبات.
ملخص INP لتحسين تجربة المستخدم
مقياس “مدى استجابة الصفحة لتفاعلات المستخدم” (INP) هو معيار حاسم من “مؤشرات أداء الويب الأساسية” يقيس مدى سرعة استجابة الصفحة لتفاعلات المستخدم المختلفة. يعتمد هذا المقياس على بيانات دقيقة من Event Timing API لتحديد الوقت المستغرق للاستجابة لتفاعلات المستخدم مثل النقر على الروابط أو استخدام القوائم المنسدلة. يشير انخفاض INP إلى أن الصفحة قادرة على الاستجابة بسرعة وفعالية، مما يحسن تجربة المستخدم بشكل عام.
من الجدير بالذكر أن INP لا يشمل تفاعلات مثل التمرير السريع أو التكبير، ولكنه يركز على التفاعلات التي تتطلب استجابة فورية من الصفحة. لقياس INP بدقة، يُفضل جمع البيانات من المستخدمين الفعليين في المجال، حيث أن بيانات الادوات قد تختلف عن الواقع.
INP هو مؤشر حيوي لأداء الصفحة وتجربة المستخدم، ويجب على مطوري الويب التركيز على تحسينه لضمان تقديم تجربة سلسة ومرضية للمستخدمين